بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الخميس، 18 أغسطس 2011

لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً

لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً

يرتقي العبد بالصدقة أذا أخلص فيها لله ، ولم يرج بها نوال دعوة مكروب ، أو ثناء ، أو طلب

شهرة ، أو تحصيل مطمع من زخرف الحياة ، فإذا تصدقت على فقير فلا تتصدق عليه لأجل

أن يدعو لك ؛ بل أنفق عليه ابتغاء مرضاة الله ، لتكن في سلك المنظومين تحت قوله تعالى

: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" [ البقرة207].

قال شيخ الإسلام-الفتاوى (11/111)-: في قوله تعالى: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ

مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا"[الإنسان8-9]
.
قال رحمه الله : ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية ، فإن في الحديث

الذي في سنن أبي داود: (من أسدى إليكم معروفـًا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا

له حتى تعلموا أنكم قد كافئتموه).

ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للرسول

: اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ، ويبقى أجرنا على الله.

وقال بعض السلف : ( إذا أعطيت المسكين فقال بارك الله عليك ، فقل بارك الله عليك ) . أراد

أنه إذا أثابك بالدعاء فادعُ له بمثل ذلك حتى لا تكون اعتضت منه شيئـًا.

وقال أيضـًا-الفتاوى(1/55)-: ( ومن طلب من العباد العوض ثناء أو دعاء أو غير ذلك لم يكن محسنـًا إليهم لله).

فبين شيخ الإسلام أن الصدقة من أجل الدعاء لا يدخل صاحبها في قوله تعالى: "إنما

نطعمكم لوجه الله".

فالمسلم يتصدق لوجه الله ، وما يحصل بها من تفريج الكروب وإزالة الهموم فهي ثمرات من

ثمار الصدقة لوجه الله.(أ.هـ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق