8- الرضا بالمصيبة هو أن أتأكد من أنها من عند الله :
وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى } ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه{ التغابن - 11 قال : والرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم
حتى في هذه اللحظات التي يصاب بها الإنسان بالجزع والهلع وفداحة المصاب ، فيتمنى الموت .
أيها الإنسان أناجي قلبك.. فيا إنسان.. لا يُشقيك حرمان الرضا فكل جراح الحرمان تندمل إلا جُرح حرمان الرضا مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها!!وأشجانك تبعثها لمن؟!!
كيف لا وقد حُرمت كل شيء أوليس الرضا كُل شيء دموعك لمن وشكواك إلى من؟ كيف لا وقد حرمت العطاء من المعطي كيف لا وقد قُوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب.
أعلمت الآن ما أقسى حرمان الرضا!
مصائب وابتلاءات.. محن وفاجعات تعصف بكل فرد؛ تقذف به هنا وهناك، ولكن من سكن الرضا قلبه غشيته الرحمة ، فظل رغم الأذى يكسوه الرضا ويا روعة ذلك! من منا لم يئن من المصيبة، ويبكي الألم، من منا لم يمزقه حدث، ويهزمه جرح هنا فقط يفيض نور الرضا يهِبُه الله لمن يحب.. فما أروع الحب والرضا! فالرضا تمام المحبة ويعقبه الاقتراب فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى جل وعلا فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس الشقاء.
ومن مظاهر الرضا عند الصحابة أن سعد بن أبي وقاص قدم إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة … قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه فعرفني وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم.. فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك. فتبسم وقال: يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.
ومما يدل على علوِّ قدر الرضا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسال ربه إلا أعلى المقامات.
وكان السلف رضي الله عنهم يتواصون بالرضا وتربية النفس عليه، لعلمهم بعلو منزلته، فهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيقول: "أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر".
وكان من وصايا لقمان عليه السلام لولده : "أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت".
فعلى الإنسان أن يقنع بما قدَّره الله عزَّ وجلَّ، فإن كان معافى في جسده من الأمراض، ويعيش في أمانٍ دون خوف، ويملك قوت يومه فلا يبيت جوعان، وجب عليه -بهذه النعم الثلاث- أن يحمد الله حمد الراضين، وليتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزت له الدنيا" رواه الترمذي .
وأختم مقالتي بهذه الأبيات الشعرية للإمام الشافعي رحمه الله:
دع الأيام تفعل ما تشـــاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفــاء
وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى } ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه{ التغابن - 11 قال : والرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم
حتى في هذه اللحظات التي يصاب بها الإنسان بالجزع والهلع وفداحة المصاب ، فيتمنى الموت .
أيها الإنسان أناجي قلبك.. فيا إنسان.. لا يُشقيك حرمان الرضا فكل جراح الحرمان تندمل إلا جُرح حرمان الرضا مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها!!وأشجانك تبعثها لمن؟!!
كيف لا وقد حُرمت كل شيء أوليس الرضا كُل شيء دموعك لمن وشكواك إلى من؟ كيف لا وقد حرمت العطاء من المعطي كيف لا وقد قُوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب.
أعلمت الآن ما أقسى حرمان الرضا!
مصائب وابتلاءات.. محن وفاجعات تعصف بكل فرد؛ تقذف به هنا وهناك، ولكن من سكن الرضا قلبه غشيته الرحمة ، فظل رغم الأذى يكسوه الرضا ويا روعة ذلك! من منا لم يئن من المصيبة، ويبكي الألم، من منا لم يمزقه حدث، ويهزمه جرح هنا فقط يفيض نور الرضا يهِبُه الله لمن يحب.. فما أروع الحب والرضا! فالرضا تمام المحبة ويعقبه الاقتراب فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى جل وعلا فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس الشقاء.
ومن مظاهر الرضا عند الصحابة أن سعد بن أبي وقاص قدم إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة … قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه فعرفني وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم.. فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك. فتبسم وقال: يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.
ومما يدل على علوِّ قدر الرضا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسال ربه إلا أعلى المقامات.
وكان السلف رضي الله عنهم يتواصون بالرضا وتربية النفس عليه، لعلمهم بعلو منزلته، فهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيقول: "أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر".
وكان من وصايا لقمان عليه السلام لولده : "أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت".
فعلى الإنسان أن يقنع بما قدَّره الله عزَّ وجلَّ، فإن كان معافى في جسده من الأمراض، ويعيش في أمانٍ دون خوف، ويملك قوت يومه فلا يبيت جوعان، وجب عليه -بهذه النعم الثلاث- أن يحمد الله حمد الراضين، وليتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزت له الدنيا" رواه الترمذي .
وأختم مقالتي بهذه الأبيات الشعرية للإمام الشافعي رحمه الله:
دع الأيام تفعل ما تشـــاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفــاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق