بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله : في إطار التواصل والمحبة على هذا الجروب أقدم لكم هذه السلسلة من الرسائل لكي نذكر بعضنا البعض بالله لكي نصل سوياً إلى طريق الله المستقيم كلنا محتاجين وكلنا مقصرين والله المستعان وهو ولي التوفيق .
=========
الرسالة الخامسة :
هذه الرسالة الخامسة أقدمها إليكم أيها الأحبة ** مكللة بالمحبة فيكم ، والخوف عليكم والرجاء لكم ، لعلها توقظ جذور الإيمان في صدورنا ، وتثمر شجر الإحسان في نفوسنا ، والإحسان هو أرقى مراتب الإيمان ، ومعناه إن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
كلنا ذنوب وكلنا خطايا أنا وأنت وأنتم وهؤلاء * يعلم الله سبحانه وتعالى أن كثيراً منا لم يعصه تجرأً عليه ، ولا استهانه بعظمته ، ولا أماناً من نقمته ، ولا تلذذا بمخالفته ، وإنما هي نفوسنا الضعيفة التي زلت ، وشياطيننا الخبيثة التي أضلت ودنيانا الدنيئة التي تزينت ، وأصحاب سوء أعانوا ، وأعوان خير بعدوا عنا وبانوا **
ولسنا بمعصومين فالعصمة لمن اصطفاه ربه من أنبيائه ورسله ومن ادعاها من غيرهم فقد أرتكب إثماً عظيماً وحالف الشيطان الرجيم .
ولنعلم جميعاً رعاك الله : بأن باب الله مفتـوح وخـيره يغدو ويروح ، ينـاديك إذا زلت بك القدم ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر 53
فبسم الله نبدأ و به نستعين ، وعليه نتوكل وكفى بالله وكيلاً إنه نعم المولى ونعم النصير .
( تذكر أيها الحبيب ( الشهود الذين يشهدون عليك )
( قل كفى بالله شهيداً ) الرعد 43.
تذكر أيها الحبيب يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك فيه ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) النور 24
فتقول العيــن : يا رب أنا للحرام نظرت .
وتقول الأذن : يا رب أنا للحرام سمعت .
ويقول اللسـان : يا رب أنا بالحرام نطقت .
وتقول اليـــــد : يا رب أنا في الحرام بطشت .
وتقول القـــدم : يا رب أنا للحرام مشيت .
فأين يكون مهربك ؟ والشهود منك والشهادة عليك ! ( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاء وها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعلمون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين *فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) فصلت 18-24
يا غادياً في غفلة ورائحــــــــــاً إلى متى تستحسن القبائحــا
وكم إلى كم لا تخاف موقفـــــــاً يستنطق الله فيه الجوارحــا
كيف تكون حيـن تلقى في غـــد صحيفة قد حوت الفضائحـا
وكيف ترضى أن تكون خاسراً يوم يفوز من يكون رابحـــاً
عن جابر قال : لما رجعت إلى رسول الله مهاجرة البحر ، قال : ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة ؟
قال فتية منهم : بلى يارسول الله !! بينما نحن جلوس ، مرت بنا عجوز من عجائز رهبانيهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها . فانكسرت قلتها . فلما ارتفعت ، التفتت إليه فقالت : سوف تعلم يا غادر ! إذا وضع الله الكرسي ، وجمع الأولين ، والآخرين ،وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، فسوف تعلم أمري وأمرك ، عنده غداً .
قال : يقول رسول الله ص : صدقت . صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شد يدهم ؟
فتذكر يوم يختم الله على الأفواه لأنهم ( يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ) .
فيقول شقيهم لمن يعلم السر وأخفى : والله يا رب ما علمت ولا قلت ولا فعلت . عند ذلك تنطق الجوارح ، وتظهر القبائح وتتضح الفضائح ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله ص فضحك فقال : هل تدرون لم أضحك ؟ قلنا الله ورسوله أعلم . من مخاطبة العبد ربه يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال : يقول : بلى ، قال : فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال : كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً وبالكرام الكاتبين شهوداً . قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله قال : ثم يخلى بينه وبين الكلام قال : فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل .
فتأمل يا مسكين ! تعصي الله بها ومن أجلها وتذود عنها وما أوتيت إلا منها ثم تأتي يوم القيامه تشهد عليك !!
العمر ينقص والذنوب تزيــــد وتقال عثرات الفتا فيـعود
هل يستطيع جحود ذنب واحد رجل جوارحه عليه شهود
وتذكر أن المكان الذي عصيت الله فيه يأتي يوم القيامة شاهداً عليك ( فدياركم تكتب آثاركم )
(إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيئ أحصيناه في إمام مبين ) ولذلك قال أهل العلم : إذا عصيت الله سبحانه في موضع فأطعه في نفس ذلك المكان حتى يشهد لق بالحسنات والسيئات و( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فهذه أخبار الأرض يوم القيامة .
وتذكر أن الزمان شاهد عليك . يقول الحسن البصري رحمه الله : ليس من يوم يأتي على بني آدم إلا ينادى فيه : يا بن آدم : أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فا غتمني أشهد لك غداً فإني لو مضيت لم ترني أبداً . وتذكر أن الله أرصد لك وبك ملائكة ( كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ) وما هم عنك بغائبين ، يرونك من حيث لا تراهم ، ويعلمون ما تقول وتفعل من حيث لا تحس بهم ولا تدري عنهم ، ويوم القيامة يشهدون عليك ، وتري منهم الدواهي ( ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه )
يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه في قوله تعالى ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) قال: سائق يسوقها إلى الله وشاهد يشهد عليها بما عملت .
فأين تهرب من كل هؤلاء الشهود ؟؟؟؟
الزمان كله .....!!!
والمكان كله .....!!!
والجوارح كلها .....!!!!
( والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) صدق الله العظيم .
فإذا حدثتك نفسك بالمعصية وهمت بالخطيئــــة فقل لها : ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) يوسف 23
في نهاية رسالتي أيها الأحبـة في الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله * ربي إنك تسمع كلامي وترى مكاني ، وتعلم سري وعلانيتي ، ولا يخفى عليك شيء من أمري .
أسألك إيماناً ويقينا صادقاً ، حتى اعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، وأن ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصيبني*
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والفعل والعمل ** اللهم آتي نفوسنا تقواها وذكها أنت خير من ذكاها **
اللهم لا تدع في مجلسنا هذا ذنباً إلا غفرته ولأهما إلا فرجته ولا مريضا إلا شفيته ، ولا ديناً إلا فرجته ، ولا مسافراً إلا رددته إلى أهله سالماً غانماً ولا حاجه من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسرتها يا أرحم الراحمين **
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ** اللهم بارك لنا في أولادنا وأزواجنا واجعلهم قرة عين لنا وأهدهم وخذ بأيديهم وابعد عنهم كل شيطان رجيم *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق