بحث هذه المدونة الإلكترونية

Powered By Blogger

الخميس، 8 سبتمبر 2011

رد البلاء بالصدقة


  • رد البلاء بالصدقة

    أخي القارئ: إن المرء لن ينفعه في حياته الأبدية إلا ما قدمه من عمل صالح مصدقةٍ

    خالصةٍ لوجه الله. فما يؤخره المرء بعد موته إنما هو لورثته، وما يقدمه في وجوهه ابتغاء

    رضوان الله فهو لنفسه. من الحديث: «يقول ابن آدم: مالي، مالي، وليس لك من مالك

    إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت».

    فالصدقة الخالصة لوجه الله عز وجل هي الذخر الباقي الذي يدوم نفعه كما أخبرنا

    الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. وذلك أن النفقة في سبيل الله سرًّا وعلانية

    هي التجارة التي لا تبور ولا تكسدُ ولا تخسر، وإنما هي ربح دائم: بركة في الدنيا: ?

    وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ?(1) ، ورحمةٌ ونعيمٌ في الآخرة.. ?

    إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً

    لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ?(2).

    فطوبى للأسخياء.. وطوبى للكرماء، الذين لا يبخلون بما آتاهم الله من فضله. ويرعون

    حقوق الأيتام والمساكين والأرامل والفقراء. فالسخي المنفق قريب إلى الله والبخيل

    الممسك بعيدٌ من رحمة الله.
    أخي القارئ.. أختي القارئة: إن للصدقة سرًّا عجيبًا في دفع البلاء، قال ابن القيم ـ رحمه

    الله: «فإن الله يدفع بها أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم،

    وأهل الأرض مقرون به لأنهم جربوه».
    فالسعادة كلها في طاعة الله، والأرباح كلها في معاملته، والمحن والبلايا كلها في

    معصيته ومخالفته، فليس للعبد أنفع من شكره وتوبته. إن ربنا لغفور شكور؛ أفاض على

    خلقه النعمة، وكتب على نفسه الرحمة. يطاع فيشكر، وطاعته من توفيقه وفضله،

    ويُعصى فيحلم، ومعصية العبد من ظلمه وجهله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق